“كما الريح” لماركو سيمون بوتشيوني : امرأة تتحدى شوفينية المافيا

commeAR

تقرر أرميدا  وضع حد لحياتها بعد سنوات من الكفاح ضد مصاعب الحياة، كانت أول مديرة سجن في إيطاليا، ذات شخصية قوية،امتازت بالحزم مستمدة صلابتها وقوتها من تجربتها على رأس السجون.

فيلم ” كما الريح ” للمخرج ماركو سيمون بوتشيوني الذي عرض سهرة الثلاثاء بقاعة الموقار  يسلط الضوء على امرأة حديدية، هددت كم مرّة بالموت، بحكم عملها كمديرة لأحد أصعب السجون في إيطاليا، حيث لم تكن تحلم سوى بحيـاة عائليـة خالية من المشـاكل، غير أن قيام المافيا الايطالية بقتل زوجها  غيّر حياتها رأسا على عقب لتدخل في دوامة البحث عن القتلة مقترفي هذه الجريمة حتى تشفي جرحها.

لماذا تنتحر امرأة تعتبر من أقوى النساء كيف لا وهي التي دخلت عالما مليئا بالإجرام وقررت مكافحته بكل شدّة رغم ما تعيشه من ضغوطات وسط عالم مليء بالفساد السياسي والقضائي.

سار الفيلم على نهج تقاليد السينما الإيطالية الملتزمة، مدفوعا بقصة امرأة  تدعى “أرميدا” تميزت حياتها بصراعها مع المافيا التي نخرت كل المؤسسات في إيطاليا دون استثناء، حيث تأخذنا أحداث الفيلم إلى أوضاع الفساد والتواطؤ الموجود مع المافيا، ما يجعل الغيورين على وطنهم في صورة أرميدا وزوجها يبحثون عن الخروج من المأزق الذي أدى إلى انهيار الطبقة السياسية وسقوطها في مستنقع الفساد.

الجميل في المخرج ماركو بوتشيوني أنه بأسلوب بسيط ومتمكن استطاع أن يدخل قصة حب جميلة في فيلم ملتزم، حيث أنه لم ينس الجانب العاطفي، ولعب على وتر أنوثة أرميدا والتي رغم المنصب الذي تشغله إلا أن هذا لم يمنعها من أن تحب وسط عالم شوفيني وقمعي.

“أرميدا” التي أدت دورها الممثلة  فاليريا كولينو، لفتت النظر وبدقة نادرة أبرزت فيها جميع جوانب المرأة المعقدة، وفي الوقت نفسه امرأة جادة وحساسة، لكنها عرفت نهاية مؤسفة  لما قررت وضع حد لحياتها بطلق ناري في رأسها، تاركة باب السؤال مفتوحا حول أسباب الانتحار.